انه الحنين يا صديقي ذلك الذي يجعلك تجلس على نفس المقعد، وفي نفس المقهى،
وتشرب القهوة السوداء مثلما فعلت ذلك اليوم..تماما.
انه الحنين يا صديقي ذلك الذي يجعلك تسلك نفس الطريق الذي مشيتما فيه ذات شوق..
وتحب المطر، بعدما كنت تخشى الاغتسال بدموع السماء.. فقط لأن لقاءكما الأول كان في الشتاء..
انه الحنين يا صديقي الذي يجعلك تحمل هاتفك، وتقرأ رسائله القصيرة التي مر عليها زمن طويل دون أن تمسحها..
وتقرأ :
"اليوم أنا سعيدة جدا لأنني تأكدت من حبي لك.."
تتذكر تلك الرسالة التي وصلتك بعد منتصف الليل بثلاث ساعات..وتتذكر كيف قفزت من مكانك بسعادة كأي طفل صغير حصل على حلوى ناضل من أجل الحصول عليها طويلا.
انه الحنين يا صديقي ذلك الذي يجعلك تسأل من يعرفونها عن حالها، مدعيا أنك تريد الاطمئنان عليها فقط!!
انه من يجعل قلبك مقاوما للكراهية، رغم أن الجميع يستغربون كيف تتكلم عنها كأنها ملاك، أو حورية سقطت سهوا من كتب الأساطير..رغم كل ما فعلت بك!!
انه الحنين يا صديقي من يجعلك تتألم كلما تذكرت عينيها..
وهو نفسه الذي يجعلك تخشى الأوراق البيضاء..لأنك تخاف أن تكتب شعرا عنها، وهي لا
تستحق ذلك "كما كنت تحاول اقناع نفسك بذلك"..
وهو الذي يجعلك ترجع إلى كل القصائد التي كتبتها في وصف اللحظات الجميلة التي كانت تؤثث طقوس حبكما..
وهو أيضا من يجعلك تحزن كثيرا..وتدعو الله أن يحفظها..وتدعو لها بالسعادة..رغم أنك لن تكون شريكا لها فيها!!
صدقني..
انه الحنين يا صديقي!!